فيلسوف في المطعم

فليسوف في المطعم

كان هناك فليسوفا يمتلك علما وثقافتا قل نظيرها , لكنه كان متكبرا جدا ومتعاليا على الناس , ذهـب
في احدى الأيام إلى مدينة صغيرة ودخل مطعما هناك بدأ ينظر إلى الحاضرين بوجها عبوس ثم جلس
على الطاولة وقال لهم بنبرة تعال : أما فيكم رجلا ذات ذائقة علمية ؟ قالوا له الحاضرين : لا لايوجد,
أبتسم الفليسوف وقــــال : توقعت ذلك , ثم طلب بعض الطعام وجلس يأكل بينما هو كذلك لفـت نظره
شابــا متواضعا دخل المطعم , فناد عليه الفليسوف ليجلس معه على الطاولة وبـــالفعل ذهـب الشاب
وجلس ,
قال له الفيلسوف : ماأسمك , وماهو مجال عملك ؟
الشاب : أسمي (سلمان) , وأعمل كاتبا
الفليسوف : أخيرا وجدت أحدا هنا لديه بعض الثقافة
قال (سلمان) متعجبا : لما , ماهو مجال عملك ؟
شعــــر الفيلسوف بإهانه من ذلك السؤال وقال : أنظر إلى طريقة كلامــــي وستعرف بأنني فيلسوف
سلمان : ولما كل هذا الغرور ؟
الفيلسوف : لنكن واقعيين قليلا , هل تعرف أحدا لديه نصف ماأملك من العلم ؟
سلمان : صدقني , لقد كتبت أشيــاء لم يفهمها حتى المتمرسين في العلــم لشدة تعقيدها وفلسفتها ,
ومع ذلك لم أتعالى على أحد أو أدعي المعرفة
ضحك الفيلسوف ساخرا وقال : حسنا أيها المثقف , أخبرني شيئا لا أعرفه ؟
سلمان : ولما أفعل ذلك , ثم أن لدي عمل بعد قليل
الفيلسوف : يبدو أنك خائف من أن أكتشف جهلك
سلمان : لا ليس كذلك , لكنني في عجالة ولست في مزاج يسمح لذلك
أخرج الفيلسوف من جيبه 5000 دولار ووضعها على الطاولة وقال لـ(سلمان):أعطني سؤالا واحد
لا أعرف أجابته ويصبح المال ملكا لك ؟
ظـل (سلمان) ساكتا قليلا ثم قال : حسنا أنا موافق أيها (الـغثد) ؟
أبتسم الفيلسوف وفهم سؤال (سلمان) , ماذا تعني (كلمة غـثد) ؟
نظر الفيلسوف يمينا شمالا وقال : كلمة (غثد) تعني شخصا شديد الذكاء
سلمان : لا
الفيلسوف : تعني شخصا لايتكلم الا بالحكمة
سلمان : لا
الفيلسوف : تعني شخصا ذو حنكة
سلمان : لا
سكت الفيسوف قليلا بدأ يفكر ثم قال : أعرف معنى كلمة قثد وكلمة غث ولكن (غثد) , أنه سؤال
مخادع , فهذه الكلمة ليست موجودة ؟
سلمان : بالطبع موجودة , ألم تسمعني قبل قليل أناديك (بالغثد)؟
الفيلسوف : حسنا , تعني شخصا متعمق في العلــم
سلمان : أقتربت قليلا ؟
أبتسم الفيلسوف وقال : تعني شخصا بارع في الفلسفة
سلمان : لا
ظل الفيلسوف يقول كلمات كثيرة و(سلمان)يقول له:لا ,بدأ الفيلسوف يصاب بحالة توتر فقال له
(سلمان) : هيا , لدي عمل الآن , اذا كنت لاتعرف معنى الكلمة أخبرني ؟
الفيلسوف : لا لا أنتظر قليلا , سأعرف معناها ؟
نظر (سلمان) لساعته وقال : لقد تأخرت عن عملي , سأعطيك أجابة واحدة ؟
فكر الفيلسوف وفكر ثم قال : عرفتها , تعني شخصا فذ البصيرة
أبتسم (سلمان) وقال : لا , ليست كذلك
أصيب الفيلسوف بحرجا شديد وقال لـ(سلمان) : ربما قلت المعنى الصحيح للكلمة ولكنك لاتريـد
الأعتراف بذلك,أنظر أنا لدي هاتفي وسأبحث في مواقع الأنترنت عن الكلمة,واذا كان كل ماقلته
خاطئا , سأعترف لك بهزيمتي وخذ المال واذهب
سلمان : حسنا , تأكد مــن ذلك ولكــن بسرعة ,
بدأ الفيلسوف يبحث في مواقــع الأنترنت عن الكلمة لكنه لم يجد شيئا , أصبح في دهشة ظــــل
يبحــث أكثر وأكثر لكنه لم يجد لا الكلمة ولا معناها , أزدادت حيرته سقط الهاتف من يـده نظـر
مذهولا إلى (سلمان) وقال : اللعنة , أي شهادة تمتلك , أي علما لديك ,قال (سلمان) : يجب أن
نكـون متواضعين دائما , ثم أخذ المال وهم بالخروج , قال له الفيلسوف : أنتظر , لم تخبرنــي
ماذا تعني كلمة (غثـد)؟ قال (سلمان): ألم تقل بأنك فيلسوف , حسنا أخبر جميع فلاسفتك بهـذه
الكلمة واذا عرفتم الأجابة ساضاعف لكم المبلغ ثلاث مرات , ثم تركــــــــه (سلمان) ورحل ظل
الفيلسوف منبهرا من ثقافة (سلمان) وعلمه وتواضعه بعد دقائق خرج من المطعم ومشى قليلا
فرحــــــا بعلما زاد في خزائنه فجأة مر بجانبه طفلان يلعبان ويمزحان مع بعضهما فقال أحدهم
للآخر: أبتعد عني أيها (الغثد)؟ توقف الفيلسوف متعجبا يتمتم بين نفسه : ويحي , كأن الطفل
قال كلمة (غثد) ؟ فناداه بسرعه حتى جاء إليه
الفيلسوف : أيها الطفل , أقلت (غـثد)؟
الطفـــــــل : نعم
الفيلسوف : ماذا تعني هذه الكلمة اللعينة ؟
الطفـــــــل : تعني (الشخص الذي يأكل بطريقة قذرة ومقرفة) , نحـن في هذه المدينة نسميـه
(غثد) ولاأحد يعــرف معنى الكلمة ألا مـــن يعيش هنا, عرف الفيلسوف ذكاء (سلمان)عندما
أراد منـه أجابة لاأحد يعرفها ألا أهل مدينته الصغيرة , شعر بعدها بغبـاء في داخله وحماقـة
تتملكه وصغــر عقلا أقل من الطفل فسأله : هل رأيت الشاب الذي خرج قبل قليل من المطعم؟
الطفـــــــل : أي شاب , أتقصد (سلمان)؟
الفيلسوف : نعم نعم (سلمان) هل تعرفه ,في أي وظيفة يعمل؟
أجابه الطفل ضاحكا : أنه لصـا مخادع, أمي لايقـرء ولا يكتب

___________________________

تنويـــه \ كلمة (غثد) ومعناها التي ذكرت في القصة , الكاتب هو من أبتكرها لأحداث القصة
فقط

فيلسوف في المطعم 81501_1299080222